كلما تقدم بنا العمر، زادت رغبتنا في الرجوع إلى الوراء، إلى تلك المرحلة التي كنا نظنها عادية . انا شخصيا اتمنى ان ترجع بي الذكريات ايام الطفولة حيث لا يوجد مشاكل و توجد سعادة ابدية ايام سبايستون...
. فما الذي يدفعنا لهذا الحنين العميق؟ ولماذا تتحوّل الطفولة إلى ملاذ في خيالنا حين تشتد علينا ضغوط الحياة؟
1. البراءة والراحة النفسية
في الطفولة، نعيش ببساطة، نحب بلا شروط، ونثق دون خوف. لا نعرف الكذب، ولا نحمل في قلوبنا حقداً أو ضغينة. كان كل شيء يبدو واضحاً وسهل الفهم، وكانت السعادة تكمن في أشياء صغيرة كقطعة حلوى أو لعبة جديدة.
2. غياب المسؤوليات
عندما نكون أطفالاً، لا نفكر في الفواتير أو الوظائف أو المستقبل. لا نُرهق بالتزامات الحياة اليومية ولا نحمل همّ العلاقات أو اتخاذ القرارات المصيرية. نعيش الحاضر فقط، دون أن نحمل ثقل الغد.
3. الأمان والاحتواء
كنا نجد في والِدَينا أو من يرعانا حضناً آمناً لا نخشى فيه شيئاً. أي مشكلة مهما بدت كبيرة، كان الكبار يتكفلون بها. أما نحن، فدورنا كان اللعب والضحك والخيال.
4. الخيال الواسع والأحلام النقية
الطفولة هي عالم مليء بالخيال، حيث يمكن لأي شيء أن يصبح ممكناً. نرسم أحلامنا بلا قيود، ونصدق أننا نستطيع أن نطير، أو نصبح أبطالاً خارقين. وعندما نكبر، تصطدم هذه الأحلام بواقع قاسٍ، فنشتاق لذلك العالم الحر.
5. الحياة قبل الصدمات
الطفولة غالباً ما تسبق أول خيبة، أول خسارة، أول خذلان. نشتاق إليها لأنها كانت زمن البراءة، قبل أن تجرّحنا التجارب وتعلمنا القسوة والخذلان.
الخلاصة:
الحنين إلى الطفولة ليس ضعفاً، بل هو توق إلى البساطة والطمأنينة التي فقدناها في زحام الحياة. هو تعبير صادق عن روح تشتاق للأمان، لقلب لم تلوثه التجارب، ولأيام كنا فيها نحن… على طبيعتنا.